[size=24][b]تعليم مهارات التفكير[/b][/size]

تعليم مهارات التفكير


مقدمة : نعيش في مجتمع ما زال يولي اهتماماً بإدراك الأشياء ومعرفتها أكثر من الاهتمام الذي يوليه للتفكير ، مع أن فكرة أن الطفل كتاب متنقل قد انتهت ، وانتهت فكرة زيادة أشرطة التسجيل في ذهن الطالب بهدف النجاح في الاختبار ، لقد جاوز العالم إلى عصر الإبداع وأخذ أفراده يبدعون في حل المشكلات . وأصبح تعليم التفكير صناعة في عالم متسرع التغير ، والمعرفة تتضاعف فيه بشكل أسرع ، فنحن نعيش أمام ثروة المعرفة والاتصالات ، واستخدام المعلومات هو الأساس الذي يجب أن نسعى إلى تعلميه لدوره في تنمية القوة البشرية .
على الرغم من كل ذلك فإننا مازلنا نرى بعض السلوكيات السائدة في معظم المدارس التي يحرص عليها المعلمون جيلاً بعد جيل ولم تتأثر بخطط التطوير التربوي .
1- المعلم صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الصف ، وإليه تتجه أنظار الطلبة دائماً ، والكتاب المدرسي مرجعه الوحيد .
2- المعلم هو مركز الفعل ويحتكر معظم وقت الحصة ، والطلبة متلقون خاملون .
3- نادراً ما يبتعد المعلم عن اللوح أو يتخلى عن الطباشير أو يستخدم تقنيات التعليم الحديثة .
4- يعتمد المعلم على عدد محدود من الطلبة يوجه إليهم أسئلته ويدعوهم دائماً لإنقاذ الوقت والإجابة عن السؤال الصعب .
5- لا يعطي المعلم الطلبة وقتاً كافياً للتفكير قبل مناداة أحدهما للإجابة عن السؤال .
6- المعلم مغرم بإصدار الأحكام والتعليقات المحبطة لمن يجيبون بطريقة تختلف عما يفكر فيه .
7- المعلم لا يتقبل الأفكار الغريبة أو الأسئلة الخارجة عن موضوع الدرس .
8- يوجه المعلم أسئلته بطريقة انتقائية غير عادلة .
9- لا ينوع المعلم في أساليبه وغالباً ما يقتصر على المحاضرة والسؤال والجواب عند المناقشة .
10- معظم أسئلة المعلم من النوع الذي يتطلب مهارات تفكير متدنية .
1- مفهوم التفكير : التفكير في أبسط التعريفات : عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله من طريق واحد أو أكثر من الحواس الخمس : اللمس والسمع والبصر والشم والذوق .
ونبدأ التفكير عندما نجهل مالذي يجب عمله بالتحديد والتفكير مفهوم مجرد كالعدالة والظلم والكرم والشجاعة لأن النشاطات التي يقوم بها الدماغ عند التفكير هي نشاطات غير مرئية وغير ملموسة ، وما نشاهده ونلمسه في الواقع ليس إلا نواتج فعل التفكير سواء أكانت بصورة مكتوبة أم منطوقة أم حركية .

2- تعليم التفكير : تزويد الطلاب بالفرص الملائمة لممارسة نشاطات التفكير في مستوياتها البسيطة والمعقدة ، وحفزهم وإثارتهم على التفكير ، وهي عملية كلية تتأثر بالمناخ الصفي والمدرسي وكفايات المعلم وتوافر المصادر التعليمية للتفكير .

3- تعليم مهارات التفكير : تعليم الطلبة بصورة مباشرة أو غير مباشرة كيفية تنفيذ مهارات التفكير الواضحة المعالم كالملاحظة والمقارنة والتصنيف والتطبيق والترتيب وغيرها بصورة مستقلة عن محتوى المواد الدراسية إو في إطاره شريطة أن يكون التركيز على مهارة التفكير في حد ذاتها .

وهناك فرق بين مفهوم التفكير ومفهوم مهارات التفكير
فالتفكير عملية كلية تقوم من طريقها بمعالجة عقلية للمدخلات الحسية والمعلومات المسترجعة لتكوين الأفكار أو استدلالها أو الحكم عليها ، وهي عملية غير مفهومة تماماً ، وتتضمن الإدراك والخبرة السابقة والمعالجة الواعية والاحتضان والحدث ومن طريقها تكتسب الخبرة معنى .
أما مهارات التفكير فهي عمليات محددة نمارسها ونستخدمها عن قصد في معالجة المعلومات مثل مهارات تحديد المشكلة ، إيجاد الافتراضات غير المذكورة في النص ، أو تقييم قوة الدليل أو الإدعاء .
والتفكير في مجمله أكبر من حاصل الجمع أو دمج مجموعة من مهاراته أو من مجموعة من المهارات الفردية .




4- خصائص التفكير : يتميز التفكير بخصائص يمكن إجمالها فيما يلي :
1- التفكير سلوك هادف غالباً ولا يحدث في فراغ أو بلا هدف .
2- التفكير سلوك تطوري يزداد تعقيداً وحذقاً مع نمو الفرد وتراكم خبراته .
3- التفكير الفعال هو التفكير الذي يستند إلى أفضل المعلومات التي يمكن توافرها ، ويسترشد بالأساليب والاستراتيجيات الصحية .
4- الكمال في التفكير أمر غير ممكن في الواقع ، والتفكير الفعال غاية يمكن بلوغها بالتدريب والمران .
5- يتشكل التفكير من تداخل عناصر المحيط التي تضم الزمان ( فترة التفكير ) ، والموقف أو المناسبة والموضوع الذي يجري حوله التفكير .
6- يحدث التفكير بأشكال وأنماط مختلفة ( لفظية ، رمزية ، كمية ، مكانية ، شكلية ) ولكل منها خصوصيتها .

5- مستويات التفكير : يعتمد مستوى التعقيد في التفكير بصورة أساسية على مستوى الصعوبة والتجريد في المهمة المطلوبة أو المثير ، فعندما نسأل شخصاً ما أسمك ؟ أو ما رقم هاتفك ؟ فإنه يجيب بصورة آلية ودون أن يشعر بالحاجة إلى أي جهد عقلي .
ولكن إذا طلب إليه أن يعطي تصوراً للعالم من دون كهرباء أو من دون أجهزة حاسب فإنه سيجد نفسه أمام مهمة صعبة وتستدعي القيام بنشاط عقلي أكثر تعقيداً .
واستناداً إلى ما سبق يمكن تقسيم التفكير إلى مستويين هما :
1- تفكير من مستوى أدنى أو أساسي : ويتضمن التفكير الأساسي مهارات كثيرة من بينها المعرفة والملاحظة والمقارنة والتصنيف وهي مهارات إجادتها ضرورية للانتقال إلى مواجهة مستويات التفكير المركب بصورة فعالة .
2- تفكير من مستوى أعلي أو مركب : وللتفكير المركب خصائص يمكن إجمالها بما يلي : 1- يشتمل على حلول مركبة أو متعددة .
2- يتضمن إصدار حكم أو إعطاء رأي .
3- يستخدم معايير أو محكمات متعددة .
4- يحتاج إلى مجهود .
5- يؤسس معنى للموقف .

أتمنى أن أكون وفقت في عرض المعلومات وفي الموضوع القادم سوف أتناول مهارات التفكير المعرفية .